فصول السنة في المجموعة الشعرية "اتجاه الضوء" للشاعر خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله)

فصول السنة في المجموعة الشعرية

"اتجاه الضوء" للشاعر خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله)

تحدث الشاعر خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله) عن "فصول السنة": الشتاء - الربيع - الصيف - الخريف، في المجموعة الشعرية "اتجاه الضوء" على النحو التالي:

أولًا: فصل الشتاء:

يبيِّن الشاعر خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله) أن ذاته تغيب في داخله حين يُبصِرُ في راحتيه الشتاء، وأنه في المقلتين تعلت حمى شتاء.

الشاعر يغيب في داخله حين أبصر في راحتيه الشتاء:

يبيِّن الشاعر العميد خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله) أنه يغيب في داخله حين أبصر في راحتيه الشتاء؛ حيث يقول في قصيدة "لوحتي":

(يا ضياء له الروح خاشعة)

فاض حبري

وها أنت ألهمت صبري

وغبت بمعناك في داخلي

حين أبصرتُ في راحتي الشتاء[1]

في المقلتين تعلت حمى شتاء:

يبيِّن الشاعر العميد خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله) أن في المقلتين تعلت حمى شتاء؛ حيث يقول في قصيدة "صوتي وعينك يلتقيان":

أنت يا راحلًا من هنا...

قد تبدَّت بصحرائك (الريم) تنشد فيك الغناء..

وتركض في الاتساع.. وتسأل في فيك نبس البقاء....

وفي مقلتيها.. وفي مقلتيك تعلت هنا آية...

آيتان...

وحمى شتاء [2]

ثانيًا: فصل الربيع:

تحدَّث الشاعر خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله) في مجموعته الشعرية "اتجاه الضوء" عن الربيع، فبيَّن أنه بغياب الربيع يُعلن موت المطر، وأنه يحيا اخضرار الربيع، وأن صفاء الماء يقطر لؤلؤًا.. ويختال في ربيع العذراء، وأن وجه الربيع قد ذاب، وفيما يلي بيان ذلك:

غياب الربيع وإعلان موت المطر:

بيَّن الشاعر خالد الروقي (رحمه الله) أن الأم تسأله: هل يغيب الربيع ويعلن موت المطر؟ حيث يقول في قصيدة "البياض الذي غادر بالأمس من بيتنا" التي رثى فيها أمَّه رحمها ورحمه الله:

ها أنا أقرأ الآن كل التفاصيل من وجه أمي..

وأكتب في داخلي.. إنها داخلي.. لم تمت

جاءني الحب منها..

أنا واحدٌ ليس لي غير أمي..

ومنها أتاني السؤال اليتيم..

تُرى.. هل يغيب الربيع ويعلن موت المطر؟!

كيف تعشوشب الأرض بالاخضرار؟!

وكيف يغيب عن العين مرأى الزهر؟!

قلتُ لي: لا مفر...! [3]

يحيا اخضرار الربيع:

يبيِّن الشاعر في قصيدة (رقصة الموت)أنه يحيا اخضرار الربيع، فيقول:

يحيا.. ويحيا من الاخضرار

يحيا اخضرار الربيع

يموت.. يموت...

على هامش الحلم طفل وديع [4]

صفاء الماء يقطر لؤلؤًا.. ويختال في ربيع العذراء:

يبيِّن الشاعر في قصيدة (عذراء العرائس)أن صفاء الماء يقطر لؤلؤًا.. ويختال في ربيع العذراء، حيث يقول:

جاءت

بعينيها صفاء الماء.....

يقطر لؤلؤًا..

ويختال في ربيعها...

حتى ضحكت لقامة..

أسكنتها حلو الغناء [5]

ذوبان وجه الربيع:

يبيِّن الشاعر في قصيدة (صوتي وعينك يلتقيان)أن وجه الربيع قد ذاب، حيث يقول:

قل لفيروز قلبي:

غناؤك مر على صهوة من عتاب...

قل لها:

ذاب وجه الربيع...

وأضحى اللهيب يمر على جانبينا..

يحاصرنا [6]

ثالثًا: الصيف:

تحدَّث الشاعر خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله) في مجموعته الشعرية "اتجاه الضوء" عن الصيف حيث تساءل: متى ينتهي وجع الصيف؟ وأن الصيف الطويل ينازع الشاعر المبتدأ، وأن صيف المدى ساخن في المدى البخيل، وفيما يلي بيان ذلك:

متى ينتهي وجع الصيف:

يتساءل الشاعر: متى ينتهي وجع الصيف؟ فيقول في قصيدة (لوحتي):

متى ينتهي وجع الصيف؟

يا قلبها لا تدق

على صدر بوحي الغياب المخيف

ولا زال صوتي يكرسني للعناء [7]

الصيف الطويل ينازع الشاعر المبتدأ:

يبيِّن الشاعر الروقي في (قصيدة السفر)أن الصيف الطويل ينازع الشاعر المبتدأ، فيقول:

فقالت:

شريعتك الغاب والاغتراب

وتسقي أباريق صمتك هذا العذاب

قلت: لا بأس طال العقاب

أرى الآن عاصفة في المدى

أرى الآن مجنونة يرتديها الندى

أرى الآن صيفًا طويلًا ينازعني المبتدأ[8]

صيف المدى ساخن في المدى البخيل:

يبين الشاعر الروقي (رحمه الله) أن صيف المدى ساخن في المدى البخيل فيقول في قصيدة (تيه):

أتوه وليلي مساراته أنجما..

وصيف المدى ساخنًا في مداي البخيل

سلامي إلى الصالحين / إلى المُدلجين

إلى الكاذبين / إلى الموقنين..

إلى كل إنسان لحواء..

يا آدم اهتز.. أنبت لنا ثمرًا يانعًا..

إننا قد مللنا (تحنضل) هذا العنب..

لا عتب.. النحاس أصيل وإن أدلجوني بمعنى الذهب..[9]

الخريف:

تحدث الشاعر خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله) عن الخريف في المجموعة الشعرية "اتجاه الضوء"، فبيَّن أنه يطلب: موت الخريف، وأنه لا فرق بين خريف وصيف يموت به الاخضرار، وأن الخريف يسقط أوراقه على وجودنا.

موت الخريف:

يطلب الشاعر موت الخريف، فيقول في قصيدة (لوحتي):

أطالب حق اللجوء لقلبي

أطالبني بالغناء الشفيف

وأطلب موت الخريف

متى ينتهي وجع الصيف؟

يا قلبها لا تدق

على صدر بوحي الغياب المخيف.

ولا زال صوتي يكرسني للعناء [10]

لا فرق بين خريف وصيف يموت به الاخضرار:

يبيِّن الشاعر أنه لا فرق بين خريف وصيف يموت به الاخضرار، فيقول في قصيدة (وسواس من نهار):

وهذا النهار استدار.. ويسأل عن شفق عانق السنبلة...

وفيه الشفاه تهد(هـ)ـد بالأسئلة

الإجابات تنطقنا

ليس في وسعنا أن ندثر بالغيم كينونة من غبار

إن في وسعنا القول.. لا فرق بين خريف وصيف يموت به الاخضرار..

ونسأل فيك وفي فيك ماهية الاصفرار...؟![11]

الخريف يسقط أوراقه على وجودنا:

يبيِّن الشاعر خالد بن سعد طلق الروقي (رحمه الله) أن الخريف يسقط أوراقه على وجودنا، فيقول في قصيدة (ومن فيك يخرج بوحا وفي فيك مدَّ الحداء):

ثمة أشياء كالعشق للبوح تدفعنا لعمق أعمق مما تجاوز كثير

وثمة محارة خبأت أصدافها وهددت بغياب.. ومع ذلك أشعت من عمق بحرها

وثمة أشياء تخلقت في الغياب حتى كبر الصراخ

وتعثر السؤال

وثمة قطاف غادر موسمه حتى لثمت الخريف يسقط أوراقه على وجودنا [12]

المراجع:

خالد بن سعد طلق الروقي، المجموعة الشعرية "اتجاه الضوء"، جمع وإعداد /شروق بنت شفيق الشلهوب، ط1، الطائف، نادي الطائف الأدبي، 1437هـ/2016م.